حديث الثورات

من طرف **Admin** الأحد يونيو 28, 2020 1:28 pm

حديث الثورات عبر التاريخ القديم والمعاصر لا يختلف ويتناقض من حيث التسمية والمعنى ....!!!!! فالتورة هي انفجار في وجه شيء ...وهي ضرورة أوجدتها ظروف ومسببات ....!!!!يثور البركان عندما تحاصره الصخور والاتربة في عمق الارض فلم يعد امامه خيار للتنفس سوى الهيجان والثورة فتنطلق الحمم من فوهته بكل عنف واندفاع....والثورة ايضا هي انقلاب ضد الاستبداد والظلم عندما يستفحل ويستشري في مجتمع او مجموعة فلم يعد هناك سوى التحرك للتعبير عن رفض هذا الواقع وتغييره الى وضع اكثر ملائمة وعدلا وكرامة ...والثورة السورية لم تأتي من فراغ...لقد أوجدتها ظروف وعوامل اجتماعية وسياسية واقتصادية ومعيشية أقفلت أمام الشعب كل الأبواب وخاصة عندما تحول النظام الى وحش كاسر لم يترك وسيلة من وسائل الغدر والبطش والارهاب الا وسلكها فصبر الشعب طويلا وشكى من الظلم دون ان يجد اذانا صاغية تستمع الى شكواه..وعانى من الفساد الاداري والسياسي والعسكري حتى تحولت مؤسسات الدولة الى مكاتب رشاوي ووسطاء ومافيات سلب وتحول الشعب من باحث عن حرية الى هدف وضحية لعصابة لا تعرف الرحمة ولا تعرف الكرامة وتسلطت عصابات المنتفعين على كل مرافق الدولة وتفاصيل الحياة فوقع الشعب تحت رحمة الجلاد ليدفع الثمن من قوت عياله ويعيش في الفقر والمرض والتهميش والخوف ينتظر فرصة الخلاص من هذا الواقع المؤلم ليعيش حرا كريما كسائر الشعوب المسالمة والحضارية . فجاءت الثورة كتحصيل حاصل وامر لا مفر منه ..فتناخى الشباب منذ انطلاقتها ليجتثوا الظلم ويدافعوا عن الكرامة ومكتسبات الشعب ويعيدوا البلد الى مسارها الطبيعي والمميز بين الشعوب والامم وما زالت الثورة مستمرة ولن تتوقف قبل ان يتنفس الشعب ويستنشق نسائم الحرية ويزول الظلم والقهر والمعاناة ليرفرف علم المجد والكرامة فوق ربوع بلادنا الجميلة وكلنا أمل بأن الفرج قادم والنصر قريب وسوف يتحقق بعون الله الحلم الذي طال انتظاره .